ففروا إلى الله
في الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لله أشد فرحا بتوبة عبده،
حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة. فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه. فأيس منها. فأتى شجرة
. فاضطجع في ظلها. قد أيس من راحلته. فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده. فأخذ بخطامها. ثم قال من شدة الفرح:
اللهم! أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح» رواه مسلم
يا الله
نشتكى من قسوة قلوبنا
ونبحث عن هذه القلوب اللينة فلا نجدها إلا قليلا
وهذه قصة ذكرها الإمام الحافظ ابن رجب
فى شرح حديث لبيك
كان رجل يبكى وينادى
أين قلبى
أين قلبى
من وجد قلبى؟
فدخل يوماً بعض السكك
فوجد صبياً يبكى
وأمه تضربه
ثم أخرجته من الدار
فأغلقت دونه الباب
فجعل الصبى يلتفت يميناً وشمالاً
ولا يدرى أين يذهب؟
ولا أين يقصد؟
فرجع إلى باب الدار
فوضع رأسه على عتبته فنام
فلما أستيقظ جعل يبكى ويقول:
يا أماه من يفتح لى الباب إذا أغلقت عنى بابك؟
ومن يدنينى من نفسه إذا طردتينى?
ومن الذى يؤوينى بعد أن غضبت على؟
فرحمته أمه
فقامت فنظرت من خلال الباب
فوجدت ولدها تجرى الدموع على خده
متمرغ فى التراب
ففتحت الباب
وأخذته حتى وضعته فى حجرها
وجعلت تقبله وتقول:
يا قرة عينى وعزيز نفسى
أنت الذى حملتنى على نفسك
وأنت الذى تعرضت لما حل بك
لو كنت أطعتنى لم يكن منى مكروها
فقال الرجل:
لقد وجدت قلبى
لقد وجدت قلبى
هل تعرف كيف وجد قلبه؟
فى التذلل على عتب باب ربه
والخضوع لمولاه والفرار منه إليه
لأن كل شيء تخافه تفر منه
إلا الله إذا خفته فإنك تفر إليه
ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين